التخطي إلى المحتوى الرئيسي

آيه قرآنيه ليها أثر في حياتنا


 آيه قرآنيه ليها أثر في حياتنا 






القرآن الكريم كان له أثره العظيم في حياتي كلها، منذ النشأة الأولى وحتى الآن، وإلى ما شاء الله.

وكم من آيات القرآن الكريم آيات كان لها عندي أثرُها الخاص، وكم من آيات تُفيض عليَّ من أنوارها، ومن أبعاد معانيها، معاني نورانيَّة ورُوحانية، لها آثارها البعيدة في نفسي، وفي قلبي، وفي حياتي، فإذا أنا عدتُ إليها، مرة بعد مرة، رأيتُ لها من الفيض في نفسي، فوق الذي كان، وفي كلِّ مرة، يكون لها معي شأن أي شأن، وتتعدَّدُ الشؤون والخواطر، والمعاني يُمِد بعضها بعضًا، ولا يتعارض منها شيء مع شيء، وسبحان من جعَل هذا من أسرار الإعجاز في القرآن الكريم!

ومن بين هذه الآيات: آية لازمني أثرُها منذ صِباي الأول (عام 1920)، فهي نُصْب عيني دائمًا قائمة ساطعة، وهي في قلبي لها استقرارُها، وفي نفسي لها أثرُها، لم يُزايلني نورُها وهداها، على امتداد حياتي كلها، هذه الآية هي قول الله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].

وفي السَّنة الأولى من دراستي الثانوية بالتعليم العام - وكانت على عهدنا، تبدأ بعد المرحلة الابتدائية مباشرة - دارَ حديثٌ بيني وبين ابن عمٍّ لي، كان قد لَحِق بي في الإسكندرية؛ ليَلتحِق بالمعهد الأزهري الابتدائي، وفي شجون الحديث، حدَّثته عن أمر، خفتُ الله فيه، وامتنعت عن إتيانه، فإذا هو يَنبري إليَّ بها شهادة، أفوز فيها برِضوانه مرتين.

وإذا كانت الجنَّتان جائزتين عظيمتين، لمن يخاف مقام ربه، فإن هذا الرِّضوان من الله، وهو الأكرم، وهو الأعظم.

وأحسستُ أن الله تعالى يَرسُم لي دستورَ حياتي، بهذه الآية العظيمة، يَنطِق بها في هذه الحماسة، وبهذا الإشراق، صبي من أهلي، في مِثْل سني.

وصارت هذه الآيةُ منذ ذلك الحين دستورًا لي وقانونًا، لا يتخلَّف عني، ولا أنفكُّ منه طوال حياتي، فما هممتُ بأمر، أو ساورتني فكرة، أو خطر لي خاطر، إلا رأيتُ هذه الآية أمام عيني، تتلألأ بأنوارها، وفي أغوار قلبي، يهتزُّ بأسرارها، وفي قرارة نفسي، تتصرَّف على هداها، فلا أتَّخِذ قرارًا، فيما أكون بصدده مِن فَعْل أو قول، أو فكرة تَخطُر، إلا بهدًى من هذه الآية الكريمة، وفي ضوء نورها: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].

وفي هذه الغمرة من أنوار هذه الآية العظيمة، يملؤني إحساسٌ عميق بالقرآن كله، تربطني به هذه الآية، فيَشيُع في نفسي بأنوار آياته: نور الهدى، إيمانًا بالله، ولزومًا حميدًا لمنهجه الإلهي الحكيم.

ثم يملؤني إحساسٌ قوي غامر، بأن هذه الآية تحملني على أجنحةٍ من نور، فتضعني في رِحاب قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: 91].

وناهيك بما يملأ القلب ويَغمُر النَّفْس، في هذا المقام، من إحساس بعظمة الله، وهواننا نحن على أنفسنا، أمام جلال الله وعظمته؛ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

أين المفر من قبضة الله، وأين المهرب؟
ألا ما أشدَّ الخوفَ من مقام ربنا! وما أحوجنا إلى هذا المقام، من الخوف منه - جل علاه - لنضع أنفسنا في دنيانا وفي آخرتنا في هذا المقام أمام الله، راجين أن نكون أمام ربنا سبحانه في مجال: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].

ألا وإن الله تعالى يرانا، ظاهرًا وباطنًا، وفي كلِّ حال من أحوالنا، يرانا ونحن في مضطرب الحياة: عاملين أو مُتحرِّكين، يرانا في حركاتنا وسكناتنا، يرانا أيقاظًا أو نائمين، يرى أفكارَنا وخواطرنا وفضائل نفوسنا، ويعلم خائنةَ أعيننا وما تُخفي صدورنا، يرى نوازِعَنا وما نُفكِّر فيه، وما نَهُم به، أو نعمله من خير أو شر.

وإني لأَمْضي في مضطرب حياتي كلها، وأنا أرى الله تعالى ينظر إليَّ ويراني، ويعلم من أمري وأمرَ نفسي ما أعلمه وما لا أعلمه من أمر نفسي، وتَغمُرني الرهبة منه، ويأخذني الخوفُ من مقامه، ويَخفُق قلبي، ويُردِّد لساني في خوف ورهبة قولَ الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: 91]، ثم يَخفُق قلبي ويُردِّد لساني وأنا طامع في رحمته ورضاه: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعض العلماء الذين اسلموا من ادهاشهم من آيات القرآن

علماء ادهشتهم بعض الايات القرآنيه واسلمو علي اثرها  البروفيسور الياباني ( يوشيدي كوزاي) 1 - قال الله ) ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ ( فصلت : 11 أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة و لما سمع البروفيسور الياباني ( يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشاً و قال لم يصل العلم و العلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً و أفلاماً حية تظهر نجماً و هو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم ) ثم أردف قائلاً إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام و الصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً) و قال بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السنين ).  البروفيسور الأمريكي (بالمر) قال الله ) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَاْتِ وَ الأَرْضَ كَاْنَتَاْ رَتْقَاً فَفَتَقْنَاْهُمَاْ ( الأنبياء : 3 لقد بلغ ذهول العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد ف...

تفسير الشعراوي لحق المرأه في الميراث بالتفصيل

قال تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}.. [النساء : 12].   والآيات تسير في إيضاح حق الذكر مثل حظ الأنثيين؛ وهذه عدالة؛ لأن الرجل حين تموت امرأته قد يتزوج حتى يبني حياته، والمرأة حين يموت زوجها فإنها تأخذ ميراثها منه وهي عرضة أن تتزوج وتكون مسئولة من الزوج الجديد. إن المسألة كما أرادها الله تحقق العدالة الكاملة. والكلالة- كما قلنا- أنه ليس للمتوفى ...